-->
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

هذه هي فلسفتي في الحياة

هذه هي فلسفتي في الحياة
إذا بدأتْ تَنْجَلي بَوادرَ الكَشفِ عن حِلْمٍ واقعي وإذا بدأتْ تَضْمحِلُّ خُيوطُ الوَّهمِ الرَّقيقة وأصبحَ الإنسانُ يتأرجحُ بين هذا وذاك، فهي علامة تَرقُّبٍ قَلِقَةٍ إلى تَشَقُّقِ فَجرٍ مُشْرقٍ. فبمجرد ظهور الحقيقة في كلِّ مكان واكتشافُ الإنسان ضَحِكَهُ على نفسه، سَوْفَ يُسْرِعُ في إخفاء أثَرَ جُنونهِ من الوجود ويَعملُ بطبيعتهِ على تَجاهُلِهِ مهما تَهذَّب هذا الجُنونْ وانتظم سلوكَهُ
لكنْ إذا توسَّط الصَّمتُ والظلام إلى هذا الوهم وأُعِيدَ الهَذَيَانُ، فعندئذٍ يَذهبُ اللُّبُّ والحُبُّ ويتربَّع مكانَهُما الحُمْقُ والكراهيةُ ويبقى الجُنون يمتدُّ في سُلطانِهِ ويَخْطُبُ في داخل الإنسان على أنْ تكون له الكلمة الأخيرة
الحقيقة المُرَّة الَّتي تؤلم كلَّ إنسان إذا قالها هي هذا الصِدام الدائم والباقي ما بقت الخليقة بين الوعي النَّقدي الخالص وبين التَّجرُبة الأدمية المُؤلمة. لكن بين الحينة والأُخْرَى. تَبْقَى الفُرصة الَّتي يَمنحُها التأرجح امتيازا يُساعد التَّجربة لإظهار الحقيقة
في مرحلة من وجوده، لا يُمكن للوعيِّ النَّقدي الخالص أن يُغَطِّي على لَيْلِ تَجْرُبةٍ جُنونيةٍ. فهو بذلك يُعْطِي صورة غير متوازنة للحقيقة ويكون متجنِّيا في حقِّها
المَنْطِقُ لا يُريد للإنسان أنْ يَنْفَجِرَ جُنونهُ إنفجارًا تْرَاجيديًا إستنادًا إلى رَدَّةَ فعلِ قُوَّةَ ظُهورهِ وألمَ سُخْرِيَّتِهِ. إنَّ طبيعة الجنون هي أنَّه يُفْتَتَنُ بالمَحْسُوسِ والمُباشرِ. لذلك فالمنطق يُريد فقطْ عَزْلهُ ولا يعودُ إلى طبيعته الكليَّة والقطعيَّةَ
إنَّ طَرْحَ المُشكلةَ خَارجَ إِطار الذَّاتِ الإجْتِمَاعية أو خارج إطار الوعي أو اللاوعي الجَمْعِي للمُجْتمعِ، قد يُسبِّب لا قدَّر الله مُعاناةً كثيرةً وقد يَضطَّرُ هذا الإنسانْ كما جَرَتْ العادة إلى إِعَادةِ النَّظر من جديد. يومها وبِسُخريَّةَ القَدَرِ يُعاودُ الضَحِكَ على جنون نفسه ويقول من جديد كيف حدث هذا
وأنا أكتب هذه المقالة، حاولتُ أن أَجِدَ عقلاً يُوازي بَيْنَ واقعنا كَعَرَبْ وبين ما قاله الرئيس السابق لدولة الأوروغواي ما بين عامي 2010و 2015 ردا على أسئلة قناة تلفزيون س ن ن الَّتي وصفتهُ بأفقر رئيس دولة في العالم السيِّد خُوسِي مُوخِيكَا
قال
سنواتي في السِّجن كانت بالنسبة لي ورشةَ عملٍ قادتْ طريقةَ تفكيري وقِيَمِي
أنا لست فقيرا بل الفقراء هم النَّاس الَّذين يحتاجون
هذا أمر مثير للضحك في الحقيقة، أنا شخص مُتقشِّفْ لا أحتاج للكثيرِ للعيشْ
أعيش بنفس الطريقة الَّتي كنت أعيشها قبل أن أُصبح رئيسا
أَسْكُنُ في نفس الحي، في نفس المنزل، وفي نفس الطريق
أنا أعيش بنفس الأسلوب الَّذي يَتَّبِعهُ الأغلبية في البلاد
الأغلبية صوَّتت لي لهذا فأنا أنتمي إليهم ولا يُحقُّ لي أخلاقياً أن أعيش مثل الأقليَّات
الكثير من النَّاس يُحبُّون المال، لكن لا يجب أن يُوجد مثل هؤلاء في السياسة
لَسْتُ أَرْتَجِلُ هنا ولَسْتُ أُسوِّقُ لنَفسي، هذه هي فلسفتي في الحياة

عن المدونة

أقلام ذو لسان كبير مدونة اقلام ذو لسان كبير مدونة تشمل عدة مواضيع و هي مدونة ثقافية خاصة بالناس المرتقين عقولهم و بفضل الله نالت اعجاب الكثير من حيث المواضيع شكرا لكل الزوار

0 تعليق على موضوع : هذه هي فلسفتي في الحياة

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    أقسام الموقع

    بحث هذه المدونة الإلكترونية

    زوار المدونة

    إحصائيات المدونة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    اقلام ذو لسان كبير

    2017